من "لايفات" البيع إلى قفص الاتهام.. القصة الكاملة لسقوط كيرلس حشمت صاحب "كوكو آند إس"

ألقت السلطات الأمنية القبض على رجل الأعمال كيرلس حشمت، مؤسس سلسلة محلات "كوكو آند إس"، فور وصوله إلى مطار القاهرة الدولي، تنفيذًا لحكم قضائي صادر ضده بالسجن المشدد في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"سرقة 1100 تابلت من وزارة التربية والتعليم".
وكانت محكمة الجنايات قد أصدرت حكمًا غيابيًا بسجنه 15 عامًا، قبل أن يُخفف لاحقًا إلى 10 سنوات بعد معارضته على الحكم.

صعود سريع في عالم التجارة

كيرلس حشمت، شاب من منطقة الوراق بمحافظة الجيزة، لم يكن معروفًا في الأوساط التجارية قبل عام 2015، حين أسس شركته "كوكو آند إس" بفكرة تقوم على بيع المنتجات بسعر الجملة مباشرة للمستهلك، حتى لو كانت قطعة واحدة.
اعتمد على حملات تسويقية ضخمة عبر "فيسبوك" و"تيك توك"، وظهر بنفسه في بثوث مباشرة لاقت ملايين المشاهدات، مقدّمًا عروضًا بأسعار أقل من السوق عُرفت بسياسة "حرق الأسعار".
وبفضل هذا الأسلوب، تحولت شركته من متجر إلكتروني إلى سلسلة محلات واقعية في مناطق شعبية مثل شبرا مصر وفيصل وشبرا الخيمة، حيث شهدت الفروع إقبالًا كثيفًا من الباحثين عن صفقات منخفضة التكلفة.

بداية القضية: اختفاء أجهزة التعليم

تفجرت القضية حين أبلغت وزارة التربية والتعليم عن فقدان 1100 جهاز تابلت من مخازنها بمدينة السادس من أكتوبر. وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية أن أحد عمال البوفيه في ديوان الوزارة استغل وظيفته لسرقة الأجهزة على فترات، ثم باعها لتجار مقابل مبالغ زهيدة.

تورط "كوكو آند إس"

مع تتبع الأرقام التسلسلية للأجهزة المسروقة، توصلت التحقيقات إلى أن جزءًا منها تم عرضه وبيعه داخل سلسلة "كوكو آند إس".
وبناءً على ذلك، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على مدير التسويق بالشركة، إلا أنه حصل لاحقًا على البراءة. غير أن مسار التحقيقات عاد ليركز على مالك الشركة كيرلس حشمت، الذي واجه اتهامات بشراء وتصريف مسروقات تابعة للدولة مع علمه بمصدرها غير المشروع.

الغياب عن مصر والحكم القضائي

خلال فترة التحقيقات، لم يكن حشمت داخل البلاد، إذ أشارت مصادر مقربة منه إلى أنه كان في رحلة عمل بالصين لإتمام صفقات تجارية. غيابه أدى إلى صدور حكم غيابي بالسجن المشدد 15 عامًا، قبل أن يُخفف إلى 10 سنوات بعد معارضته.

وبذلك، تتحول قصة رجل بدأ رحلته من متجر "أونلاين" صغير إلى مالك سلسلة تجارية شهيرة، إلى واحدة من أبرز قضايا المال العام في السنوات الأخيرة، بعدما انتهى به المطاف داخل السجن بدلًا من مواصلة نجاحه التجاري.